عندما جاء ترامب لكرسي البيت الأبيض للمرة الثانية.. كان من أول قراراته الاستيلاء علي قناة بنما التى تربط الأمريكيتين، بدعوى أنها قناة أمريكية؛ وبالفعل أمر بأن تشمل الخرائط الأمريكية اسم قناة بنما كأرض أمريكية، ولكن باسم قناة أمريكا.
وكالعادة لم ينفذ قرار ترامب على الأرض.. فلم ترضخ بنما الدويلة الصغيرة لإملاءاته الفجة. فما كان منه إلا أن سلك طريق البلطجية القدامى بقوله: مش عاوزين تدوها لنا.. طيب هعدى منها بسفني وبوارجى المدنية والعسكرية.. ومش هدفع مليمًا واحدًا.
وأمس كرر الرجل نفس النغمة مع قناة السويس، وطلب من مساعديه ألا يدفعوا.. ويبدو أنه لا قرأ تاريخًا، ولا فتح كتابًا واحدًا.. عندما قال: " إن لولا الأمريكيين ما كان لها وجود!!" ويستشف من ذلك أنَّ لهم نصيبًا في القناة، رغم أنّ القناة التي حفرت بدماء أبنائها وتضحياتهم .. قد حفرت .. وأمريكا لسه خارجة يا دوب من حرب أهلية .. أكلت فيها الأخضر واليابس، بل وكانت نسيًا منسيًّا في العالم كله!.
ترامب يمارس هوايته المفضلة، في البلطجة على خلق الله، وبمنطق (خدوهم بالصوت، والعيار اللي مايصيبش يدوش).
وقد حاول سابقًا أن يستنفد صبر وقدرة مصر، صاحبة السبعة آلاف عام في ملف التهجير، وفشل رغم الحاحه الشديد وتهديده الفارغ.
هوه فنجرى بق .. وصايع بحر .. على طريقة فتوات الحسينية القدامى .. بل وأسوأ.
يدخل الحارة
يصيح، ويزيد، ويتوعد، ويعمل الحبتين بتوعه .. وعندما لا يعيره أحد الانتباه يعمل كام حركة شقلباظ، فإذا أظهر له أحدهم العين الحمرا رجع لورا .. والنبي ما كنت اقصد، كنت بهزر. على طريقة القصرى .. هتنزل المرة دي.
وعملها كتير وقليل .. وآخرها: تراجعه عن فرض رسومه الجمركية بالبلطجة، وفرض الإتاوات على العالم.
ويبدو أنه لا يعرف فوق ذلك كله .. أنّه يخاطب مصر القويّة، حتى في أحلك أيام ضعفها وعوزها الاقتصادي، وبأنه يخاطب دولة تمتد بجذورها .. تحت الأرض وفوقها،
وليس مجرد دويلة، أو جزيرة من جزر الموز .. التي يجيد التعامل معها.
-----------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]